الدكتور محمد النشائى....والفوضى المحددة

عالم مصري تخصص في دراسة العلوم الطبيعية بعدما وصل للاستاذية في مجال الهندسة الانشائية، واستطاع بمجهوده أن يشق طريقه في اميركا بالعدد الضخم من أبحاثه المنشورة في مجالات علمية دولية لها تطبيقات هامة في مجالات الفيزياء النووية وفيزياء الجسميات التي استكمل بها نظرية النسبية لاينشتاين، ورشحه خبراء نالوا جائزة نوبل في الفيزياء أكثر من مرة لنيل الجائزة. أوردت الجمعية الاميركية للرياضيات أكثر من مائة بحث من أبحاثه في حين ان متوسط عدد الابحاث التي اوردتها نفس المجلة لأي من العلماء المتخصصين لايزيد على العشرين بحثا،
انه العالم الدكتور محمد النشائي الذي عمل بجامعات كورنل الاميركية وكيمبردج اللندنية وهو يعمل حاليا بعدد من الجامعات والمعاهد العلمية في دول أوروبا منها بلجيكا بمؤسسة سلفاي للطبيعة. «الشرق الأوسط» حاورته:
* ماهي تخصصاتك؟

ـ تخرجت من كلية الهندسة قسم انشاءات تلبية لرغبة والدي وأكملت دراساتي حتى نلت درجة الدكتوراه والاستاذية وعملت في بعض الشركات لتصميم الشوارع والكباري، ثم سافرت الى انجلترا بنصيحة من أحد اساتذتي وهناك استهوتني دراسة الميكانيكا التطبيقية. وفي تلك الفترة نشأ علم جديد هو علم التشويش أو الفوضى، فدرسته وملخصه ان كل شيء في الكون يتحرك وفق نظام دقيق ومحدد، وهذا الشيء أحيانا يحدث له نوع من الثورة، وكان الاعتقاد في الماضي ان هذه الثورة عبارة عن فوضى أو نوع من «الهرجلة»، لكن هذا العلم أثبت ان هذه الفوضى لها قوانينها التي تحكمها، ومن خلال دراسة هذا العلم وعملي بقسم من أقسام علوم الطبيعة والمسمى «الأوطار الفائقة» عملت مع أكثر من مائة عالم في هذا المجال يحاولون توحيد نظرية اينشتاين مع نظرية الكم في الميكانيكا والذرة، وخلال هذا الاحتكاك الذي أفادني كثيرا اكتشفت نظرية «الفوضى المحددة» التي كانت بداية لي في علوم الطاقة العالمية أو الهندسة النووية.

* ماهو تعريفك لهذه النظرية؟

ـ «الفوضى المحددة» هي اكتشاف القوانين التي تحكم أي شيء في الكون عند ثورته، ومن خلال اكتشافك لقوانينه تستطيع التنبؤ بمداه خلال فترة ثورته، لذا فان أي شيء لا تعتبر حركته فوضوية بل هي تعمل وفق قانون محكم، لذا فان هناك تطبيقات في هذا العلم في كافة علوم المعرفة: كالكيمياء والفيزياء والطبيعة.

* ماذا أفادت هذه النظرية؟

ـ استطاعت «الفوضى المحددة» في إحدى التطبيقات تحديد طيف الكتل الذرية الخارجة من المفاعل الذري وتوجيه هذا الطيف أو الطاقة غير المرئية الاتجاه الذي يفيد البشرية. فهي نظرية غيرت من نمط التفكير، بمعنى انها اعطت نظرة شاملة للعلم المكون من حركتين: الاولى التحسين لما فات والبناء على ما بناه الآخرون على مدى طويل، وعندما تقابل هذا المدى معضلة لايمكن التغلب عليها بالسير على نفس النمط ونفس طريقة التفكير. الثانية لابد من تغيير تفكير المرء لاحداث قفزة جديدة، لذا فان هذه النظرية تعد الحركة الثانية لمسار العلم.

* ما هي الأماكن التي عملت بها خلال فترات دراستك؟

ـ انتقلت من القاهرة الى المانيا ثم انجلترا التي مكثت بها 11 عاما ثم انتقلت الى جامعة الرياض وعملت بلاس الاموس الاميركية، وهي أول منطقة بنيت فيها القنبلة الذرية. وأعمل حاليا بمؤسسة سلفاي للطبيعة ببلجيكا، وهي المؤسسة التي عقد بها أول مؤتمر اعلن فيه اينشتاين نظريته ومازال حتى الان يعقد بها هذا المؤتمر كل عام.

* ماهي الجوائز التي نلتها؟

ـ تم تكريمي من قبل جامعة فرانكفورت بكلية الفيزياء النظرية وجامعة حيدر أباد بالهند، ثم ترشيحي لجائزة نوبل مرتين من قبل استاذي الراحل الدكتور اليان بوكوجيه، وعندما درست بجامعة كورنيل الاميركية أسست أول مجلة متخصصة لتطبيقات علم الفوضى، وقد أحدثت ثورة في مجالات العلوم بما فيها العلوم الذرية والنانوتكنولوجي، أي تكنولوجيا ما بين العلوم الذرية والعلوم الكيميائية، وقد استخدمت أبحاثي وكالة الفضاء الاميركية.

* ماذا ترى في الطفرة العلمية الحالية في العالم؟

ـ أنا لا اعتبر التقدم التكنولوجي تقدما، وإنما التقدم الحقيقي هو تقدم الانسان، فليس معنى اننا نعيش في عصر مليء بالطفرات العلمية والتكنولوجية يعد دليلا على اننا في مستوى راق انسانيا، فالعلم بدون حكمة مثل عضلات البدن بدون عقل، وهو يحط من قدر الانسانية، والعلاج في تقديري ان يكون هناك مسارات متوازية بين الأدب والعلم لان العلم يقدم معرفة ولكن بدون حكمة، والحكمة تقودك الى الاخلاقيات، والحكمة تجدها في الأدب والفن، لذلك لابد من التزاوج بين الانسانيات والعلوم والآداب والفنون.

منقول