تعتبر (هيباتا) أول عالمة في التاريخ ولدت في مصر بمحافظة الإسكندرية، في عام 370 ثلاثمائة وسبعين بعد الميلاد، وعاشت إبان العهد الروماني مع بداية انتشار الدين المسيحي في العالم.
مكان ميلادها يقع على بعد نحو مائتي كيلومترا شمال القاهرة، وهو المكان الذي يقول عنه كارل ساغان ، مؤلف كتاب " الكون - أو "كوزموز" ، إنه سيسافر إليه لو خير أن يرحل عبر الزمن إلى الماضي .
المكان الذي يقصده ساغان ، تحديدا ، هو مكتبة الإسكندرية القديمة في اوج شهرتها، هو يقول : "هناك ، وبمعنى مهم ، بدات المغامرة الفكرية التي قادتنا نحو الفضاء. كانت ( مكتبة الاسكندرية ) بحق اول معهد للبحوث في تاريخ العالم. ماذا درسوا فيها ؟ كل شيء . درسوا الكون برمته . في تلك المكتبة جلس عمالقة العلم والفكر . بين الرجال العظام كانت هناك أيضا امرأة عظيمة تدعى هيباشيا ( او هايبيتيا ) . كانت عالمة رياضيات وفلك وفيزياء وفلسفة، وتلك مجالات كانت حكرا على الرجال.
يقول ساغان ، تعتبر هيباتيا آخر بريق لشعاع العلم من مكتبة الاسكندرية ، وتزامن مقتلها مع تدمير وافول المكتبة بعد سبعة قرون على تأسيسها
اول شهيدة علم
تقول تركماني ، ان هيباتيا درست في الاسكندرية اليونان ، واصبحت مشهورة بعلمها وفلسفتها وقابليتها على جذب مستمعيها بقوة منطقها وبراعتها في الخطابة.
كانت تلك الفترة تشهد صراعات بين الكهنة للسيطرة على المنطقة وعلى طرائق التفكير ونشر المسيحية . كان عدد منهم في صراع مع هيباتيا التي كانت بمثابة عدوتهم لدعوتها الى الفلسفة وحرية طرق التفكير وتشجيعها التفكير الحر من كل القيود.
تقول إحدى الروايات ان هيباتيا ، التي كتبت الكثير من المؤلفات ، انتهت نهاية مأساوية على يد بعض الكهنة . فقد انتظروها وهي في طريق العودة للمنزل وقتلوها ومثلوا بجسدها لتكون عبرة لمن يسلك هذا الطريق. بذلك أصبحت هيباتيا، كما تقول تركماني، مثالا للمرأة في العلم ولشهداء العلم ، فهي أول شهيد علم يسجلها التاريخ . وتعرب تركماني عن الأسف من ان هيباتيا ، التي جاءت أصلا من المنطقة العربية ، غير مشهورة ، مع أنها مثال عالمي لمشاركة المرأة في العلم.