إن المخدرات عدو شرس يقتل الروح قبل أن يقتل البدن..ويفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد..ويسلب الدين قبل أن يسلب الدنيا..واسمحوا لى أن أستهل الحديث عن هذا الموضوع الخطير بهذه الحادثة المروعة التى طالعتنا بها إحدى الجرائد اليومية فهى قصة شاب فى التاسعة والعشرين من عمره إنهال على أمه طعنا بالسكين حتى مزق جسدها بخمس وعشرين طعنة..وماالسبب؟!! إنها المخدرات.ألم أقل لكم إنه عدو شرس يفتك بالعقل قبل أن يفتك بالجسد.إنه خطر يهدد الجميع ولا شك على الإطلاق أن مصر مستهدفة بالدرجة الأولى.وهذا ماأكده النائب العام فى حديث له مع جريدة الأخبار فقال:إن مصر مستهدفة من عدة جهات تستغل المخدرات لإفساد المجتمع المصرى ولتحويل الشباب إلى طاقة غير منتجة وإلى شباب ضائع لا يفكر ولا يعمل..ولكن ياشباب.. أقول بأن الحل الجذرى لهذه المشكلة يتمثل في البحث الصادق عن الأسباب التي أدت إلى إنتشار هذا الوباء السريع وعند هذه الأسباب نجد العلاج.فمن المستحيل أن نحدد الدواء قبل أن نشخص الداء.وأخطر هذه الأسباب بمنتهى الصراحة والوضوح ما يلي
أولا:تورط بعض المسئولين الذين ربما ينادون بمكافحة المخدرات ومطاردة المهربين فى الظاهر بأقوالهم ليقوموا هم أنفسهم بنفس الدور بعد أن أصبحت المخدرات وسيلة سريعة للثراء المحرم؛وينبغي أن تعامل هذه الطائفة بما يتفق مع بشاعة جريمتها وخيانتها لحماية المجتمع من شرهاوخطرها
ثانيا:الفراغ الدينى عند كثير من الشباب فلا شك على الإطلاق أن التدين والإلتزام بمنهج الله –جل وعلا-هو عنصر الأمان فى الدنيا والأخرة.قال الله تعالى: فمن اتبع هداى فلا يضل ولايشقى-ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا
ثالثا:.بعض وسائل الإعلام المفسدة لكثير من القيم والأخلاق وأستطيع أن أقول بصارحة بأن كثيرا من وسائل الإعلام المختلفة من صحافة وتلفاز وفيديو كليب وإنترنت تقوم بدور رهيب لإشاعة الفاحشة وللإغراء بالجريمة بكل صورها وأشكالها.فكم عدد الأفلام التى تعرض لتعلم شبابنا الجريمة والإنحراف والفهلوة؟؟
رابعا:.التفكك الأسرى الذى غالبا ما تنعكس نتائجه على الأبناء الذين يفقدون أنفسهم بفقدهم لأبائهم وأمهاتهم وأخيرا..يجب على كل فئات المجتمع أن تتكانف لمعالجة هذه المشكلة وليس الأمر عسيرا ولكن الأمر يحتاج إلى صدق من الجميع.
