الجزء السابع..
تم الزواج.. بعد اربعة اشهر من موافقة ابي واعلان الخطوبة..
تم الزواج.. واخيرا..
وكم كانت سعادتي غامرة...
فهو لم يعاملني الا بحب واحترام متبادل طوال تلك الاشهر..
واحترم رغبتي بابقاء العلاقة اكثر من رسمية بقليل جدا.. فلم يكن يعاملني برسمية جافة كوننا زميلين.. ولم يكن ايضا محبا يتغزل بي كلما رآني..
بل احترم خجلي.. .
واكثر من ذلك..
غير توقيت عمله من الصباحي الى المسائي..كي لا نلتقي كثيرا وتكثر الاقاويل..
فهو على حد قوله.. لا يستطيع ان يعاملني برسمية كما ارغب لانه يراني طوال اليوم ...
لذا غير مواعيد عمله.. فلم نعد نلتقِ الا عند انتهاء عملي..وابتداء عمله هو...
وكان لهذا تاثير جيد..
فإلى ان وصلنا الى يوم الزفاف.. كان شوقنا قد وصل الى ابعد مدى..
ابي..لم يكن راضيا ولكنه استسلم في النهاية ورضخ للامر الواقع..
في الحقيقة هو كان مسرور لاجلي لانني سعيدة... ولم يكن مسرورا لانني اتزوج من هذا الرجل بالذات..
فهو لم يقتنع ابدا بوجهة نظري..
ولكنه في نفس الوقت.. لا يريد ان يتحكم بحياتي...!
امي.. كانت سعيدة.. فهي عاطفية وطيبة وقد اقنعتها هي بوجهة نظري...
اما سعاد.. فحدث ولا حرج..
كانت سعيدة.. بغض النظر عن كونه مطلق ام لا.. تعرفون كيف هن المراهقات..!
كان زفافي ... عاديا... تقريبا.. فلم ارغب بضجة كبيرة...
كنت جميلة كما قيل لي....
ولن اضجركم بتفاصيل زفافي... فهو عادي كما اخبرتكم..
تعرفت على اهله.. لديه ام.. شقيقتان اصغر منه.. وثلاثة اشقاء جميعهم متزوجون...
كانوا لطفاء..
اخذني الى منزله.. فهو لديه منزل مستقل... ليس كبيرا...ولكن ليس صغيرا..
مناسبٌ تماما...فقد احببته...
كان هو ..سعيدا.. ينظر الي باعجاب دائم... كانه لا يصدق بانني زوجته اخيرا..
اغرقني بحبه... ان كان الحب يغرق..!!
فقد غرقت وشبعت غرقا.. ولا اريد ان انجو...
لم نسافر.. ولكننا امضينا وقتا ممتعا حقا.. فهو متسلط صحيح..ولكنه طيب..
يحبني..ولكن لا يكثر علي بكلام الحب والغزل .. يعطيني جرعات مناسبة كما تعطى الجرعات للمريض..باستمرار وفي اوقات محدده..
وانا مريضة به ولا اريد ان اشفى...
كان غيورا... غيورا جدا...
لا يريد لاحد ان يراني...بل لا يريدني ان ارى احدا كذلك...
في بداية حياتنا..وفي الاشهر الاولى.. وجدت هذه الغيره محببه ومصدر "نكته"..
ولكنه بدأ بعدها يتضايق من عملي مع بقية الاطباء ..
يسالني باستمرار...
ماذا قال لك..ماذا قلت له... ولم ذهبت اساسا.. الا يوجد غيره.؟!
لماذا ينظر اليك هكذا..!.. لا يعجبني هذا الوضع..
وفي النهاية القى علي قنبلته...
عادل: امل... استقيلي...
جلست مصدومه على احد كراسي مطبخ منزلنا..فقد كنت هناك اعد طعام العشاء..
وها هو ياتي ويقول لي هذا..!!
امل: استقيل.؟!...لمَ..؟!
اخذ هو يتحرك في المطبخ المتوسط الحجم بتوتر ملحوظ..
عادل: لا يعجبني اختلاطك بالرجال.. لست مرتاحا..
امل: ولكني كنت اختلط بك قبلا.. ما الفرق...!!!
عادل: الفرق هو انك زوجتي الآن... ثم من قال لك بانني لم اكن اغار سابقا... بل كنتُ كذلك لدرجة رغبتي في قتلك..
امل: عادل..عزيزي.. ما الذي تقوله؟!.. بربك.. تعرف انني احبك انت ولن انظر لغيرك.. ثم..ثم انت تعلم انها مهنتي وانا احبها.. كيف تطلب مني هذا..!!
عادل: احبك ايضا امل..لا اطيق ان ينظر اليك غيري.. لا احتمل ان يسمع صوتك غيري... ثم لست بحاجته فنحن مرتاحين ماديا..
امل: ليست المادة هذ ماتهمني عادل تعرف هذا...
عادل: الا تريدين راحتي.؟..الا تريدين سعادتي.؟!
امل: بلى عزيزي.. انت هو الاهم بالنسبة لي...
عادل: اذن اتركي عملك... سافتح لك عيادة نسائية خاصة لا يدخلها سوى النساء ولكن بربك استقيلي..
قلت بياس..وحزن... فانا اريده مرتاحا فعلا..ولكن عملي.!!
امل: انه قرار مهم عادل...دعني افكر بالامر.. حسنا؟!
تنفس هو الصعداء.. وقال مرتاحا..
عادل: حسنا...
ثم اقترب.. امسك يدي وجرني لاحضانه..مداعبا..
عادل: الم اقبلك قبلة المساء.!
قلت له انا بغنج معتاد..
امل: لا فقد اقتحمت المطبخ غاضبا ونسيت زوجتك..
ابتسم هو ...
عادل: آسف... ساعوضك..!استقلت...
ضحيت بعملي ووظيفتي التي احب..لاجل عينيه...لاجل زوجي..
ليكون مرتاحا سعيدا...
فما هي حياة المرأة اذا لم ترضِ ربها اولا ..والديها ثانيا..زوجها ثالثا..!!!.. هؤلاء هم الاهم..
ولا اريد ان يكون عملي سبب ضيقه الدائم ومشاكلنا المستمرة..
فانا احبه... بل اكاد اجن حبا به.. ولا اريد اغضابه ..
بقي هو راضيا سعيدا..محبّــا ... لفترة شهر ونصف تقريبا...
لم ينته الوضع عند هذا..
فقد اخذ تحقيقه منحاً ثانياً...
مختلفاً..
ماذا فعلتِ اليوم؟ .. هل ذهبتِ لمكان ما بدون علمي؟.. اين ذهبتِ؟.. من كلمتِ؟
بخصوص ماذا؟.. هل زاركِ احد..!.. هل اتصل احد..!
الى ان ضقت ذرعا...
امل: عادل...هل تشك بي؟!
عقد هو مابين حاجبيه...
عادل: لم تقولين هذا..!
امل: لم اذن كل هذه الاسئلة؟!.. انت تضايقني بها..!
عادل: اريد ان اعرف ماذا فعلت زوجتي بغيابي ..فهل هذا خطأ..!!!
امل: ماذا سافعل برأيك..؟!... اقوم بواجباتي المنزلية.. اشاهد التلفاز.. اكلم اهلي بالهاتف..او انام... ماذا برايك سافعل غير هذا..!!!
عادل: لا شيء ...لا شيء.. اهدئي..
ولكن هذا لم ينته..بل استمر هو باسئلته...اجيب عنها انا بضيق كي يلحظ انني متضايقة..
ولكنه لم يهتم بضيقي مثلما اهتممت انا بضيقه عندما طلب مني الاستقالة...
بل استمر يسال ويسال كل يوم...
بل تطور الوضع الى الاتهام الصريح...
فقد اتصلت بي يوما سعاد فزعة... تبلغني بان امي سقطت مغشيا عليها وتريدني ان افحصها..
انتابني الرعب...
فهي امي.. !!
في لحظة الخوف تلك نسيت ان اتصل بعادل لابلغة بخروجي..
صعدت الى سيارتي وطرت بها الى منزلنا القديم..
كانت امي بخير..ولكنها تعاني من ضعف بسيط..طلبت منها ان تذهب الى المستشفى للفحوصات .. رفضت في البداية ولكنني اصرّيت عليها حتى رضخت..
ووعدتها بان امرّ عليها قريبا في يوم آخر لآخذها للفحوصات في المستشفى.. فهناك اجهزة تفيدها في الفحص الدقيق..
عدت الى المنزل وشاهدت سيارته واقفة في مكانها المعتاد..
انتابني الخوف..
نسيت ان اخبره..
ونسيت ايضا هاتفي النقال في المنزل...
فقد خرجت مفزوعه كما اخبرتكم.!
في اول لحظة رآني فيها امسكني بعنف..
عادل: اين كنتِ...؟!
امل: عادل.!!..من فضلك اتركني..
شد يده اكثر حتى آلمني..
عادل: اين كنتِ...؟ اجيبي..!!
امل: كنت في بيت اهلي... عادل من فضلك..!!
عادل: لِمَ لمْ تخبريني.؟؟..لمَ..؟.. وهاتفكِ..لماذا بحق الله لم تاخذيه معك.!!
امل: لقد..لقد خرجت خائفة فقد اتصلت سعاد تخبرني بان امي قد سقطت مغشيا عليها...فنسيت كل شيءٍ وذهبت..
تركني.. بل دفعني عنه بعيدا بخشونه ... غاضبا..
عادل: كان عليكِ ان تخبريني بخروجكِ...
لُـمْـتُـه...
امل: لم تتصرفُ هكذا عزيزي... ؟!
فالتفت الي غاضبا..مجنونا.. تقذف عيناه الشرر..
عادل: لمَ..؟.. لقد كدت اجن خوفا عليكِ..!
صمت قليلا...
مدركة حقيقة الوضع...
ثم تصاعد الغضب في صدري...
قلت له بلوم وغضب...
امل: بل قل ..انّـكَ كدتَ تجنُّ شـكَّــاً...!
ودخلت غرفتنا..وصفقت الباب خلفي واقفلته...
غاضبةً منه... غضباً جنونياً...
كيفَ يجرؤ..!!
بحق الله كيف يجرؤ على الشك بي..!!
فقد تحديت اهلي وعارضتهم لاجله..
تركت وظيفتي التي احب ارضاءا له..
كيف يجرؤ